هناك ارتفاع ملحوظ في استخدام معقم الأيدي منذ انتشار فيروس انفلونزا الخنازير ، لكن ليس هناك وعي تام حول مدى فاعليتها ، ووفقاً للمركز الأمريكي للرقابة على الأمراض والوقاية منها ، فإن أفضل سوائل التعقيم لمواجهة انفلونزا الخنازير هي تلك التي تحتوي الكحول بنسب تترواح بين ( 60-90) % ، ودون تلك النسب لن تكون فعالة .
وتقول الدكتورة ” آن تشوشات ” مدير إدارة المناعة و أمراض الجهاز التنفسي في المركز الأمريكي أن على الناس أن يغسلوا أيديهم بالصابون و الماء أو سوائل التعقيم التي تحتوي على الكحول لمواجة فيروسات الانفلونزا ، وأضافت ” لقد بدأنا نلحظ تراجعها في نشاط فيروس الانفلونزا لكن هناك الكثير من الفيروسات المنتشرة في كل مكان ” .
المصدر : جريدة الراية القطرية 4-12-2009 م
تعليق الدكتور حسان البيرومي:
يعتبر غسيل الأيدي من أقوى المضادات الحيوية على وجه الأرض ، فهو يحمي من انتقال ( 75- 80) % من الأمراض المعدية ، و يقضي على ( 99 ) % من الجراثيم المتراكمة على اليد ، و يخلصنا تنشيف الأيدي بالمناديل النظيفة بعد غسل اليدين من غالبية الجراثيم المتبقية ، لذلك فإن عملية غسل اليدين هي الطريقة الأساسية و الفعالة في التخلص من المسببات المرضية التي قد توجد على اليدين.
أما المعقمات الكحولية التي انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل واسع في الصيدليات ، و المحلات ، والمجمعات التجارية ، فيمكن استخدامها في أوقات ، وظروف محددة .
و يبين الخبر السابق المنشور في جريدة الراية القطرية للمستهلكين مواصفات المعقمات الكحولية الفعالة في القضاء على فيروس الانفلونزا بشكل عام ، وفيروس انفونزا الخنازير بشكل خاص ، وهي المعقمات التي تحتوي على نسبة كحول تتراوح ما بين (60- 90) % ، مما يوفر هدر النقود على معقمات لا تنفع .
آلية تأثير الكحول على المسببات المرضية
يمدد الكحول الطبي باستخدام الماء إلى تراكيز متعددة حسب الهدف المنشود من استخدامه ، و يعتبر وجود الماء مع الكحول أمراً ضرورياً للقضاء على الجراثيم ، والفيروسات حيث يخترق الكحول غلاف الكائن الممرض ليصل الى مكوناته الداخلية ، ليقضي عليه بمساعدة الماء .
تركيز( 60-90) % لماذا
عندما يكون تركيز الكحول ( 90) % فإنه يدعى حينها بالكحول المطلق ، وهذا النوع من الكحول يخثر المواد البروتينية الموجودة في غلاف الكائن المرضي فيصبح هذا الجدار عديم النفاذية مما يفقد الكحول القدرة على الولوج إلى داخل الكائن المرضي وقتله.
أما إذا انخفض تركيز الكحول عن (60) % فإنه يفقد القدرة على اختراق غلاف الكائن المرضي ، و قتله لذلك فإن التركيز الفعال للكحول هو ( 60- 90) % .نوعية الكحول الفعال ضد فيروسات الانفلونزا
و أحب أن اذكر ه هنا أيضاً ، أن نوع الكحول الموجود في المعقم الكحولي يلعب دوراً كبيراً في فعاليته ضد فيروسات الانفلونزا ، فقد أظهرت الدراسات التي أجريت أن كلاً من كحول الايثانول والايزوبروبيل هي الكحول الفعالة .
مكونات المعقمات الكحولية
تصنع الغالبية العظمى من المعقمات الكحولية التجارية على شكل جل متطاير يحتوي على الكحول ومواد مطرية لأن الكحول يؤدي إلى جفاف الجلد بشكل كبير ، كما تحتوي هذه المعقمات أيضاً على بعض المواد الفعالة التي تساهم في إذابة الأوساخ البسيطة التي قد تكون موجودة على الأيدي بالإضافة إلى احتوائها على بعض العطور .
متى نستخدم المعقمات الكحولية المعقمات الكحولية ليست بديلاً عن غسيل الأيدي بالماء والصابون ، ولا يمكن استخدامها في كل الأوقات والحالات لذلك يجب أن تعرف متى تستخدم تلك المعقمات الكحولية :
1- تستخدم المعقمات الكحولية عندما تكون الأيدي نظيفة من الأوساخ ولا فائدة من استخدامها على الأيدي المتسخة ، ويمكن استخدام هذه المعقمات في حالة وجود بعض الأوساخ البسيطة جدا على اليدين فقط .
2- يمكن استخدام المعقمات الكحولية بعد غسيل الأيدي بالماء ، والصابون وتجفيفها جيدا حيث تزيد هذه الطريقة من مستوى تعقيم اليدين بشكل كبير في حالة الحاجة إلى ذلك .
3- يمكن استخدام المعقمات الكحولية في حالة عدم توفر الماء لتعقيم الأيدي ، وتنظيفها لغاية توفر المياه لغسل اليدين كما هو الحال في ( السوق – السيارة … الخ ) .
4- بعد مصافحة شخص مصاب يشك بإصابته بالعدوى أو بعد ملامسة ملامسة شيء ملوث .
ويجب الانتباه إلى أن هذه المعقمات يجب ألا تجف عن اليدين في مدة أقل من ( 20) ثانية و إلا كانت الكمية المستخدمة منها غير كافية .
نصحية وخاتمة
إن غسل الايدي بالماء و الصابون العادي مدة عشرين ثانية متواصلة أفضل بكثير من استخدام المعقمات الكحولية لتنظيفها ، وغسلها ، وذلك لأن المعقمات الكحولية قد تسبب جفافا للبشرة ، و يحذر المختصون في مجال الصحة العامة من الاستخدام الكثيف و المتواصل لهذه المعقمات لان ذلك قد يكسب الجراثيم الضارة التي قد توجد على الجلد مناعة و مقاومة ضدها مع مرور الزمن .
هذا علاوة على أن الكحول يعتبر مادة معقمة متوسط التأثير ، و الفعالية على المكونات المرضية ، إذ أنه لا يؤثر على أنواع كثيرة من المسببات المرضية كالأبواغ ، و الفطور لذلك يضاف إليه العديد من المكونات الأخرى كاليود و الكلورهيكسيدين غلوكونات و الهكيساميدين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق